لطالما نظرنا إلى العقل والجسم ككيانين منفصلين، لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن العلاقة بينهما تكاملية وعميقة. يعرف مفهوم “الذكاء الجسدي” بأنه القدرة على استخدام الجسم لحل المشكلات والتعبير عن الذات. لكن الأهم، هو كيف يمكن لبعض التمارين البسيطة أن تُنشط العقل وتزيد من تركيزه وقدرته على التعلم. لنكتشف كيف تجعل الحركة ذكاءك أكثر حدة.
العبارة المفتاحية في المقدمة: تمارين الذكاء الجسدي تحسن الوظائف المعرفية.
1. مفهوم الذكاء الجسدي الحركي
العقل يعيش في الجسم
لا يقتصر الذكاء على التفكير المنطقي والرياضيات. يمثل الذكاء الجسدي الحركي، الذي تحدث عنه عالم النفس هوارد جاردنر، قدرة الجسم على التحكم في الحركات المعقدة واستخدام المهارات الجسدية ببراعة. وعندما ندرب أجسامنا على التنسيق والتوازن، فإننا ندرب مناطق الدماغ المسؤولة عن التخطيط والذاكرة.
2. أهمية التنسيق المتقاطع
ربط شقي الدماغ
تعتمد العديد من تمارين الذكاء الجسدي على الحركات المتقاطعة، مثل لمس الركبة اليسرى بالكوع الأيمن. هذه الحركات تُنشط الاتصال بين شقي الدماغ (الأيمن والأيسر). يزيد هذا التنشيط من تدفق المعلومات بين الجانبين، مما يحسن من التركيز، وسرعة البديهة، والقدرة على حل المشكلات المعقدة التي تتطلب معالجة سريعة للمعلومات.
إقرأ أيضا:مشروبات لتقوية المناعة: وصفات طبيعية يومية تمنحك طاقة ومناعة قوية3. تدفق الدم وتغذية الدماغ
الأكسجين هو وقود العقل
تؤدي التمارين الجسدية، خاصة الهوائية منها، إلى زيادة كبيرة في تدفق الدم إلى الدماغ. هذا التدفق يضمن وصول كميات أكبر من الأكسجين والمواد المغذية الضرورية. يعزز هذا الدعم الغذائي نمو خلايا عصبية جديدة في مناطق مثل الحصين (Hippocampus)، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، مما يحسن من قدرتك على استيعاب معلومات جديدة.
4. تمارين التوازن والتركيز العقلي
الثبات الجسدي يزيد التركيز
تتطلب تمارين التوازن، مثل الوقوف على ساق واحدة أو ممارسة اليوجا، مشاركة عقلية عالية للحفاظ على وضعية الجسم. هذا التركيز القوي على الاستقرار يقوي الوظائف التنفيذية للدماغ. عندما تحاول السيطرة على مركز ثقل جسمك، فأنت تُحسن قدرتك على التخطيط، وضبط النفس، والحفاظ على الانتباه لفترات طويلة.
إقرأ أيضا:كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميًا: دليل الترطيب المثالي لصحة أفضل5. دور الإيقاع في الذاكرة
الحركة تعزز استرجاع المعلومات
أظهرت الأبحاث أن ربط الحركة بمهام الذاكرة يزيد من فعالية استرجاع المعلومات. على سبيل المثال، قد يساعد تحريك الجسم ببطء وإيقاع معين أثناء المذاكرة في بناء مسارات عصبية إضافية ترتبط بالمعلومات التي تتعلمها. عندما ترتبط الذاكرة بالتجربة الجسدية، يصبح الوصول إليها أسهل وأسرع.
