أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن حكومة بلادها قدّمت خطة لتفكيك أسلحة حركة “حماس”، في إطار تحرّك دولي جديد يهدف إلى تحقيق سلام دائم في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع قناة Channel 4 البريطانية، أكدت كوبر أن لندن لا ترغب في أي ضربات إسرائيلية جديدة ضد غزة، مشددة على أن “الطريق الوحيد نحو سلام عادل ومستدام هو حل الدولتين“.
خطة لندن وموقفها من الوضع الإنساني
قالت كوبر إن وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة أمر غير مبرر ولا مقبول، مضيفة:
“لا يمكن أن يبقى أي طفل جائعًا في غزة، وعلينا ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها”.
وأوضحت أن وتيرة إدخال المساعدات تحسنت مؤخرًا بفعل اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة في مقابلة مع صحيفة ذا ميرور إلى أن جزءًا من المساعدات البريطانية ما زال محتجزًا في الأردن، وأن لندن “مصممة على ضمان وصولها إلى القطاع في أقرب وقت ممكن”.
تحذيرات المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا، مشيرة إلى أنه لم يطرأ أي تحسّن فعلي على كميات المواد الغذائية المسموح بإدخالها منذ بدء وقف إطلاق النار.
كما كشفت تقارير للأمم المتحدة عن بوادر مجاعة تضرب أجزاء من القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني، بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة على إدخال المساعدات.
الموقف الإسرائيلي وخطة ترامب
في المقابل، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر بأن تفكيك “حماس” يشكّل جوهر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما بعد الحرب في غزة، مؤكدًا أن إسرائيل لن تساوم على هذا البند.
وأضاف أن الخطة الأمريكية تهدف إلى نزع سلاح جميع الفصائل المسلحة في القطاع بالكامل، واعتبر أن تحقيق هذا الشرط أساسي لإعادة الإعمار وضمان الاستقرار الأمني.
وأشار ساعر إلى وجود تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة ودول إقليمية لتطبيق بنود الخطة، مشددًا على أن أي تسوية سياسية مستقبلية لن تكون ممكنة دون إنهاء القدرات العسكرية لحماس.
سياق دولي وترتيبات ما بعد الحرب
تأتي خطة لندن لتفكيك أسلحة حماس ضمن مقاربة غربية متجددة تبحث ترتيبات اليوم التالي للحرب، وتشمل إنشاء قوة دولية بإشراف الأمم المتحدة لضمان عدم عودة الفصائل إلى التسلّح.
لكن تاريخيًا، رفضت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، أي مقترحات لنزع السلاح، معتبرةً أن السلاح هو وسيلة الدفاع الوحيدة ضد الاحتلال وركيزة لمعادلة الردع.
الموقف العربي والتحذير من انفجار جديد
في المقابل، شددت دول عربية وإسلامية مثل قطر ومصر وتركيا على أن أي نقاش حول نزع السلاح يجب أن يسبقه إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل سياسي شامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذّرت هذه الأطراف من أن محاولة تجريد غزة من السلاح دون حل جذري ستُبقي دائرة الصراع مشتعلة وتفتح الباب أمام جولة جديدة من العنف.
