واصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، عبر سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وعمليات النسف في مناطق متعددة من قطاع غزة، امتدت من مدينة غزة إلى خانيونس ورفح جنوبًا.
غارات وقصف مدفعي في مناطق متفرقة
أفادت مصادر محلية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات متتابعة رافقها قصف مدفعي كثيف استهدف محاور شرق خانيونس ومدينة رفح جنوبي القطاع، إضافة إلى الأطراف الشرقية لمدينة غزة.
كما أطلقت آليات الاحتلال المتمركزة شرق المدينة نيرانها نحو الأحياء الشرقية، بينما فتحت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية النار شرق حيّ التفاح.
في الشمال، أُطلقت قنابل إنارة في أجواء بيت لاهيا، فيما شهدت المناطق الشرقية لدير البلح قصفًا مدفعيًا متقطّعًا، ما أدى إلى تصاعد حالة التوتر الميداني رغم الهدنة المعلنة.
عمليات نسف وهدم واسع للمنازل
سُجّلت انفجارات عنيفة شرق مدينة غزة ناجمة عن عمليات نسف نفّذتها قوات الاحتلال ضد مبانٍ سكنية، في إطار ما تصفه الأوساط الفلسطينية بـ”استراتيجية الهدم الواسع”.
وأفادت قناة الأقصى بأن قوة إسرائيلية فجّرت عربة مفخخة في حيّ التفاح، في حين تم تنفيذ عمليات نسف إضافية شرق خانيونس تحت غطاء من القصف المدفعي المتزامن.
ويشير مراقبون إلى أن هذه العمليات تمثل امتدادًا لسياسة إسرائيلية متواصلة تهدف إلى تدمير البنية السكنية للقطاع وإحداث ضغط إنساني وأمني واسع.
تصاعد الخروقات واتساع الانتشار العسكري
ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 19 خرقًا جديدًا للهدنة خلال الساعات الأخيرة، ما يرفع إجمالي الخروقات إلى 194 منذ بدء سريان الاتفاق.
وبحسب التفاهمات الأولية، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا نحو “الخط الأصفر”، لكنه ما يزال يسيطر فعليًا على نحو نصف مساحة القطاع، مع استمرار التحليق المكثف للطائرات والاستهدافات المحدودة في محاور التماس.
ويأتي هذا التصعيد في اليوم الرابع والعشرين للهدنة، ما يعكس فجوة واضحة بين نصوص الاتفاق ومخرجاته الميدانية، في ظل غياب آلية رقابة دولية فاعلة تضمن التزام الاحتلال بوقف النار.
