تكنولوجيا

ما هي الأخطاء التي يرتكبها برنامج ChatGPT؟

منذ إطلاق ChatGPT، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة يعتمد عليها الملايين في الكتابة، التعليم، وإدارة الأعمال.
لكن رغم قدرته المذهلة على توليد النصوص بدقة وسلاسة، فهو ما زال برنامجًا محدودًا بقواعد وبيانات، وليس عقلًا بشريًا حقيقيًا.
لذلك، قد يرتكب بعض الأخطاء التي يجب الانتباه لها لتجنّب النتائج الخاطئة أو المضللة.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأخطاء التي يرتكبها ChatGPT وكيف يمكن التعامل معها بذكاء.


1. تقديم معلومات غير دقيقة أحيانًا

من أبرز المشكلات أن ChatGPT قد يقدّم إجابة خاطئة أو غير محدثة، خاصة إذا كانت المعلومة تعتمد على بيانات بعد عام تدريبه الأخير.

مثلًا، قد يعطيك تاريخًا أو رقمًا قديمًا أو يخلط بين مصدرين مختلفين.
الحل: استخدم أدوات بحث مساعدة مثل Google Gemini أو Perplexity AI للتحقق من المعلومة قبل الاعتماد عليها.


2. المبالغة في الثقة بالإجابات

يُقدّم ChatGPT إجاباته أحيانًا بأسلوب واثق جدًا، حتى عندما تكون المعلومة غير صحيحة.
وهذا ما يُعرف بظاهرة “الهَلوسة” في الذكاء الاصطناعي.

إقرأ أيضا:كيف تضمن حوكمة الذكاء الاصطناعي (AI Governance) الامتثال وتحقيق الاستخدام المسؤول في المؤسسات؟

قد يذكر مصادر أو أبحاث غير موجودة بالفعل.
الحل: لا تعتمد على النص كما هو، خصوصًا في المواضيع العلمية أو القانونية، واطلب منه دائمًا “اذكر المصدر إن وجد”.


3. ضعف الفهم للسياق الطويل أو المعقّد

رغم أنه يستطيع التعامل مع نصوص طويلة، إلا أن ChatGPT أحيانًا يفقد الخيط الرئيسي في المحادثات الطويلة أو المتشعبة.

مثلًا، إذا ناقشت عدة مواضيع في جلسة واحدة، قد يربط بينها بشكل خاطئ.
الحل: استخدم جلسات منفصلة لكل موضوع، أو لخّص له النقاط قبل أن تسأله سؤالًا جديدًا.


4. صعوبة التعامل مع المشاعر والنبرة العاطفية

ChatGPT لا “يشعر” بالمشاعر، بل يقلّدها لغويًا.
لذلك قد يخطئ أحيانًا في تقدير الموقف العاطفي أو يردّ بطريقة باردة في مواقف تحتاج حساسية.
الحل: عند التعامل معه في مواضيع حساسة، وضّح النغمة المطلوبة:

مثلًا “اكتب ردًّا إنسانيًا متعاطفًا” أو “اجعل النبرة هادئة ومريحة.”


5. ضعف في التحليل العميق أو الإبداع الكامل

هو ممتاز في الترتيب، الصياغة، والتلخيص، لكنه ليس الأفضل دائمًا في التحليل النقدي أو الإبداع الأصلي.

إقرأ أيضا:مقارنة شاملة بين ChatGPT وGoogle Gemini: أيهما أذكى في 2025؟

مثلًا، يمكنه كتابة قصة جميلة، لكن نادرًا ما تكون “فكرة جديدة بالكامل”.
الحل: استخدمه كمنطلق للفكرة، ثم أضف لمستك الإبداعية كبشر.


6. الاعتماد الزائد على اللغة الرسمية

غالبًا ما يستخدم ChatGPT أسلوبًا رسميًا جدًا، حتى في المواضيع التي تتطلب بساطة أو أسلوب شبابي.
الحل: حدّد له نوع الأسلوب المطلوب من البداية، مثل:

“اكتب النص بأسلوب شبابي غير رسمي، مع استخدام كلمات سهلة.”


7. تكرار بعض الجمل أو الأفكار

عند كتابة نصوص طويلة، قد يكرّر بعض العبارات بصيغ مختلفة.
وذلك بسبب طريقة عمل النموذج التي تحاول الحفاظ على “الترابط” في النص.
الحل: اطلب منه صراحة “تجنّب التكرار وركّز على الأفكار الجديدة فقط.”


8. الحساسية تجاه الأسئلة الجدلية

ChatGPT مُبرمج ليتجنّب المواضيع الحساسة أو السياسية، لذلك قد يتجنّب الإجابة أو يعطيك ردًا عامًا جدًا.
الحل: غيّر طريقة السؤال لتكون علمية أو تحليلية بدلًا من رأي شخصي.

إقرأ أيضا:كيف تحول أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) استراتيجيات التسويق الرقمي وإنتاج المحتوى؟

مثلًا: بدل أن تقول “من على حق؟”، قل “ما هي وجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع؟”.


9. محدودية الفهم في اللغات العامية

رغم أنه يدعم العربية والإنجليزية بشكل ممتاز، إلا أنه أحيانًا يُسيء فهم اللهجات العامية أو العبارات المحلية.
الحل: استخدم لغة عربية فصحى واضحة عند طلب المهام المهمة، أو وضّح المقصود بين قوسين.


10. ضعف في التعامل مع المعلومات الزمنية الحية

ChatGPT لا يملك وصولًا مباشرًا إلى الإنترنت (إلا في بعض الإصدارات المحدثة مثل ChatGPT Plus).
لذلك قد لا يعرف الأحداث الجارية أو الأخبار الحديثة جدًا.
الحل: استخدمه مع ميزة البحث المدمج إن كانت متاحة، أو راجع الأخبار عبر محركات البحث قبل الاعتماد النهائي.


الخلاصة

ChatGPT أداة مذهلة، لكنها ليست بديلًا عن التفكير البشري.
هو يساعدك في الفهم، التنظيم، والإنتاج، لكن يحتاج إشرافًا بشريًا لتصحيح التفاصيل الدقيقة.
كلما فهمت حدوده وطريقة عمله، أصبحت قادرًا على الاستفادة منه بشكل أذكى وأسرع.
تذكّر دائمًا أن الذكاء الحقيقي يبدأ من المستخدم وليس من الأداة.

السابق
أخطاء شائعة عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وكيف تتجنبها
التالي
حدود الذكاء الاصطناعي: ما الذي يمكنه فعله وما الذي لا يستطيع؟

اترك تعليقاً