تكنولوجيا

هل اخترعت امرأة الإنترنت؟ القصة الحقيقية لهيدي لامار “أم الواي فاي”

قد يبدو الأمر غريبًا، لأننا نربط اختراع الإنترنت عادةً بعلماء الحواسيب والاتصالات من الرجال في أمريكا في الستينيات.
لكن الحقيقة أن وراء البدايات الأولى للإنترنت امرأة عبقرية كان لها دور مفصلي في تمهيد الطريق لهذه الثورة التكنولوجية.
فمن هي؟ وما قصتها؟


👩‍🔬 أولًا: هيدي لامار — الممثلة التي غيرت العالم

قد تتفاجأ إذا علمت أن إحدى المساهمات الأساسيات في التكنولوجيا التي بُني عليها الإنترنت كانت ممثلة هوليوودية تدعى هيدي لامار (Hedy Lamarr).
لم تكن مجرد نجمة سينما، بل مخترعة ذكية تمتلك عقلًا علميًا مدهشًا.


📡 ثانيًا: اختراع “القفز الترددي” أساس الاتصالات اللاسلكية

في عام 1941، سجّلت هيدي لامار براءة اختراع لنظام يُعرف باسم القفز الترددي (Frequency Hopping)،
وهو نظام يسمح بتغيير ترددات الإرسال بشكل متكرر لمنع التجسس على الاتصالات اللاسلكية العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية.

هذا المبدأ العلمي هو الذي مَهَّد لاحقًا لتقنيات مثل الواي فاي (Wi-Fi) والبلوتوث والإنترنت اللاسلكي الذي نستخدمه اليوم.


🌐 ثالثًا: الإنترنت لم تُخترع مباشرة على يدها… لكنها زرعت البذرة

الإنترنت بصورته الحالية تطوّر لاحقًا على يد علماء من وزارة الدفاع الأمريكية (ARPANET) في أواخر الستينيات.
لكن لولا اختراع هيدي لامار ومساهماتها في أساس الاتصال اللاسلكي الآمن، لما كانت هذه الشبكات ممكنة بهذا الشكل.
يمكن القول إنها المرأة التي وضعت حجر الأساس لتكنولوجيا الاتصال الحديثة.

إقرأ أيضا:كيف تحول حلول أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) بالذكاء الاصطناعي كفاءة الشركات الصغيرة والمتوسطة؟

🧠 رابعًا: اعتراف متأخر بالفضل

رغم أنها رحلت قبل أن ترى تأثير اختراعها الهائل،
إلا أن العالم بدأ يكرمها في السنوات الأخيرة، حيث حصلت بعد وفاتها على:

  • تكريم من مؤسسة المخترعين الوطنية الأمريكية.
  • إدخال اسمها في قاعة مشاهير المخترعين (Inventors Hall of Fame) عام 2014.

اليوم تُلقَّب بـ “أمّ الواي فاي”، ورمز المرأة المبدعة التي جمعت بين الفن والعلم.

إقرأ أيضا:أفضل 5 برومتات لإنشاء صورة احترافية لك باستخدام الذكاء الاصطناعي

✨ الخلاصة

إذن، هل صحيح أن امرأة اخترعت الإنترنت؟
الإجابة: ليست الإنترنت نفسها، ولكنها اخترعت التكنولوجيا التي قامت عليها فكرة الإنترنت اللاسلكي.
هيدي لامار لم تغيّر فقط مسار الاتصالات، بل غيّرت الصورة النمطية عن المرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا.
إنها دليل حيّ على أن الإبداع لا يعرف جنسًا، بل شغفًا وفضولًا لا حدود لهما.

السابق
الحياة بدون الإنترنت: كيف عاش الناس زمان بعفوية وهدوء قبل عصر الشبكة؟
التالي
انقطاع الإنترنت عن العالم: هل يمكن أن تختفي الشبكة فجأة من حياتنا؟

اترك تعليقاً